الشعب السوري بين استانة وجنيف واماني الحلول الممكنة | الرادار

2019-02-11 0

" الشعب السوري بين الاستانة وجنيف واماني الحلول الممكنة "
- اعتماد نظام الأسد أقصى الحلول الأمنية محاولا قتل الثورة بواسطة البراميل المتفجّرة والصواريخ الفراغيّة وقذائف المدفعيّة والدبابات وتعمّده فرض الحصار المطبق على كثير من المناطق والمدن وتقصّده تشريد ملايين من سكانها أو تحويلها إلى حقل رماية لقذائفه
- مع الانعطافة السياسية التركية باتجاه تطبيع العلاقات مع روسيا (منذ آب/أغسطس الماضي) وتزايد الافتراق بين الأجندتين الروسية والإيرانية وتولي رئيس جديد إدارة البيت الأبيض (دونالد ترمب) وحال الإرهاق التي تعيشها فصائل المعارضة العسكرية لا سيما مع ارتهانها للدعم الخارجي والتي تمخّضت عن خسارة مناطق سيطرتها بحلب يبدو أن الوضع بات أكثر قابلية لتمرير نوع من التسوية للصراع السوري الأمر الذي يجري الإعداد له أواخر هذا الشهر في العاصمة الكزاخية أستانة
- بيد أن الإعداد لإخراج هذه الخطوة لا يشي باحتمال النجاح، لأسباب عديدة؛ منها مشكلة التمثيل فمن الواضح أن جهود الطرفين المهيمنين على مسرح أستانة (روسيا وتركيا) تنصبّ على إيجاد أطراف مفاوضة من المعارضة تثور الشبهات حول صدقية تمثيلها سواء كان الحديث عن الجهات التي ترشحها موسكو (منصات القاهرة وحميميم وأستانة وغيرها من الجهات المقربة للنظام أو الجهات التي ترشحها تركيا والتي تقتصر على ممثلي بعض الفصائل العسكرية
المحور الاول
طال أمد الصراع السوري كثيراً وفي غضون ذلك ازدادت تعقيداته، والتدخّلات أو التلاعبات الخارجية فيه، كما تعدّدت طبقاته وأطرافه، خاصة نتيجة تحوّله من مجرد صراع في سوريا بين الشعب أو أغلبية الشعب والنظام، إلى صراع إقليمي ودولي على سوريا
نجح النظام وحلفاؤه في حرف المسألة السورية من كونها صراعا على السياسة ونوعية الحكم، إلى صراع طائفي أو مذهبي، أو كحالة صراع ضد الإرهاب، أو إلى كارثة إنسانية تستوجب تضافر الجهود الدولية لحلها، لا سيما مع تفاقم قضايا اللاجئين في الخارج والداخل والمناطق المحاصرة والمعتقلين في سجون النظام؛ لا سيما بعد إخراج الشعب من المعادلة الصراعية
المحور الثاني
من المبكّر التقرير بشأن نجاح التوافق الذي تعدّ له روسيا وتركيا في أستانة، كما من التسّرع التكهّن بفشله إذ يمكن أن ينجح هذا المسعى وذلك لعدة اعتبارات:
- أن هاتين الدولتين المنخرطتين عسكرياً في الصراع السوري تملكان النسبة الأعظم من القرار الميداني على الأرض على الطرفين المتصارعين لا سيما في شأن فرض وقف القتال والقصف
- روسيا باتت تشعر بضرورة وضع إستراتيجية خروج من هذا الصراع لتخفيف الضغط عليها وخاصة في ضوء توفر قناعة لديها بأنها فرضت نفسها لاعبا دوليا وإقليميا، وممسكا بالورقة السورية لا سيما بعد النجاح الذي حقّقته في حلب ضد الفصائل المقاتلة
- نزوع تركيا نحو الحفاظ على المكتسبات التي حققتها من عملية "درع الفرات" إن في الإقرار بدورها كشريك في التسوية السورية، أو بخصوص الإقرار بحقها في منع قيام كيان كردي على حدودها الجنوبية، مع علمنا بحساسية المسألة الكردية في تركيا
- تنامي الشعور لدى أوساط المعارضة السورية (السياسية والعسكرية والمدنية) بمحدودية القوة، وبعدم القدرة على تحقيق الغلبة على النظام عسكريا في هذه الظروف الإقليمية والدولية، وفي ظل معارضة في غاية التفكك